JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

في أي عام هاجر مساعيد شمال الحجاز من جنوبها ؟!

كنت قد تلقيت من إبنة العم الفاضلة الأستاذة مسعودية تبوك سؤالاً قالت فيه :
لديّ سؤال
السيد راشد .. في أي عام هاجر مساعيد شمال الحجاز من جنوبها ؟!
ومتى بدأ الحكم العثماني لجنوب الحجاز ومتى انتهى ؟!
كل الشكر لك وأنتظر الإجابة 
فأجبتها بما يلي :
إبنة العمّ الفاضلة / مسعودية تبوك
أ
ويما يتعلّق بجواب سؤالكم أقول وبالله تعالى التوفيق :
ــ في أي عام هاجر مساعيد شمالي الحجاز من جنوبها ؟!
لا استطيع ولا يستطيع أحدٌ أن يحدّد العام الذي هاجر فيه المساعيد من جنوبيّ الحجاز لأنعدام المصادر التي تبيّن هذا وهذا ما ينطبق على كثيرٍ من القبائل الأخرى !
ولكن ؟!
1ــ جاء في جردٍ لنسب قبائل العرب كتب أصله محمد بن عبد العظيم بن الحسن في شعبان سنة 692 هــ في ذكر بعض بني عمر بن الخطّاب رضي الله عنه " فالمُعقّب من أولاد السّيّد محمد البطاحي بن السّيّد يوسف : عنان وعليل وعزاز فتهيّأوا للنُّزول على أرض الشّام وكان مُقدّم الأولياء السّيّد عنان " ، قال : " ونزلوا من أرض الشّام على أرض فلسطين الكبرى فزاروا بيت المقدس وزاروا الخليل إبراهيم عليه السَّلام فجمعت الأولياء جيشاً وعزموا على الرَّحيل على بلاد مصر المحروسة فدُفن السّيّد عنان وأخيه السّيّد عُليم ببيت أعلام بجبل المقدس ببني حسن ونزلت الأوليا بأرض مصر وتخلّف السّيّد علي بن السّيّد عُليل ببيت المقدس .... ودُفن الشَّيخ القدوة العارف بالله تعالى السّيّد علي بن السّيّد عُليل بشاطىء البحر المالح بساحل أرسوف بأرض فلسطين الكبرى ... وكان بلغ من العمر سبعة وأربعون سنة " ، قال : " ودفن جدّه السّيّد محمد البطاحي بن يوسف القدوة بغزّة بجبل المِنْطار فاجتمعت الاوليا بها فكانت عِدّتهم ثلاثماية وستّة عشر وكان مُقدّمهم قطب الغوث السّيّد علي بن السّيّد عنان وأولاده " ، قال : " وكان مع الاوليا السّيّد عزاز بن السّيّد محمد البطاحي وأولاده معه " ، قال : " فنزلوا من غزّة .... وحطّوا على العريش وأقاموا بها يوما فشالوا ووردوا من ديار المساعيد وباتوا في زقاق أمِّ الحسن " ( جرد نسب قبائل العرب صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين ، ورقة 14 و 15 و16 )
قلت : الشَّيخ محمد بن يوسف وهو محمد البطاحي دفين جبل المِنْطار من رجال القرن الخامس للّهجرة ( بلادنا فلسطين ، ج 1 ، قسم 2 ، ص 128 ، المِنْطار ، ص 19 )
وقد توفي حفيده علي بن عليل ( عليم ) بن محمد بن يوسف عام 474 هــ كما ذكره مجير الدين الحنبلي ( الأنس الجليل ، ج 2 ، ص 72 ــ 73 )
وكان عمره 47 عاما أيّْ أنّه ولد عام 427 هــ ونلاحظ أنّه حين هجرة هذه الجماعة إلى مصر تخلّف منها الشَّيخ علي بن عليل بن محمد البطاحي ببيت المقدس فيما واصلت الجماعة رحلتها إلى مصر وكان ذلك بالقطع بعد مولد الشَّيخ علي بن عليل أيّْ بعد عام 427 هــ وحينما وصلوا إلى غزّة تُوفّي الشَّيخ محمد البطاحي فدُفن في جبل المِنْطار فاجتمع القوم وقرّروا مواصلة رحلتهم إلى مصر وكان مقدِّمهم السّيّد علي بن السّيّد عنان بن محمد البطاحي وكان في الجماعة عمّه السّيّد عزاز بن السّيّد محمد البطاحي فنزلوا مدينة العريش فأقاموا بها يوماً ثمّ ارتحلوا ووردوا من ديار المساعيد وهذا يعني أنَّ قبيلة المساعيد كانت تقطن تلك البلاد في القرن الخامس للّهجرة بل إنّ وجودها في هذه البلاد كان قبل نزول الشَّيخ محمد البطاحي وأولاده لبلاد غزّة وارتحال أولاده إلى الدِّيار المصريّة .
من هذا يتّضح أن المساعيد كانوا قد نزلوا بلاد شماليّ سيناء وبلاد غزة في مطلع القرن الخامس ذلك أنّ علي بن علي بن محمد البطاحي المولود عام 427 هــ والمتوفي عام 474 هــ الذي تخلف في القدس عن هجرة هؤلاء القوم هو حفيد محمد البطاحي الذي دفن في جبل المنطار الذي عُرف بهذا الاسم نسبة إلى الأمير سليمان المنطار في القصة المعروفة وبعد وفاته ــ اي محمد البطاحي ــ ارتحل القوم وفي طريقهم وردوا على بعض مياه ديار المساعيد في بلاد العريش
2ــ ذكر أبو علي الهجري في القرن الثّالث للّهجرة بني قِرْدٍ وبيّن أنّ أكبر فرعٍ فيهم وأكثرهم عدداً هم بنو مسعود بن جابر بن زيد بن قِرْد ، قال الهجري : " حدّثني ابن نخلة المسعودي من قِرْد هذيل وذكر عنه شيئاً ، قال : وعددُ قِرْدٍ في بني مسعود " ( التَّعليقات والنَّوادر ، قسم 4 ، ص 1875 ) وقال الرُّشاطي ( ت 542 هـ " : ( وفي هذيلٍ أيضاً مسعود بن جابر بن زيد بن قِرْد وسيأتي نسبه في موضعه ، قال الهجري : حدّثني ابن نخلة المسعودي من قِرْد هذيل وذكر عنه شيئاً ، قال : وعدد قِرْد في بني مسعود " قال الشّيخ العلاّمة حمد الجاسر ــ رحمه الله تعالى ــ : " وأورد مثل هذا الاشبيلي في مختصره " ( التَّعليقات والنَّوادر ، قسم 4 ، حاشية ص 1875 )
وهم من أكبر فروع بني تميم وفي بني تميم العددُ من بني سعد بن هذيل بن مدركة ، قال اليعقوبي ( ت 292 هــ ) : " وأمّا هذيل بن مدركة فإنّ العدد منهم في بني سعد بن هذيل ثمّ في تميم بن سعد ثمّ في معاوية بن تميم والحارث بن تميم وهذيل شُجعان أصحاب حروبٍ وغاراتٍ ونجدةٍ وفصاحةٍ وشعرٍ " ( تاريخ اليعقوبي ، ج 1 ، 197 )
وقال : " العدد في سعد بن هذيل " وقال في ذكر بني سعد : " العدد في تميم " وقال في ذكر بني تميم : " العدد في معاوية " ( المعارف ، ص 30 )
وقال ابن حزم ( ت 456 هــ ) : " فولد تميم الحارث ومعاوية وعوف والعددُ في بني معاوية " ولم يذكر ابن حزم من بطون بني معاوية إلاّ بني قِرْدٍ ( جمهرة أنساب العرب ، ص 197 و 198 )
وفي ذكره البطون المشهورة من قبيلة هذيل قال : " هؤلاء البطون المشهورة من بني هذيل بن مدركة وهم :
بنو لحيان بن هذيل بن مدركة
وبنو مخزوم بن صاهلة بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة
وبنو قِرْد بن معاوية بن تميم بن سعد بن هذيل " ( جمهرة أنساب العرب ، ص 466 )
من هذا يتّضح أنّ بني مسعود هم من أكبر قبائل هذيل بن مدركة عدداً وعدّة
3ــ كانت لقبيلة هذيلٍ هجراتٌ عديدةٌ من ديارهم في بلاد الحجاز إلى أنحاء مختلفةٍ من بلاد العرب ، قال السَّمعاني ( ت 562 هــ ) في ذكر هذيل : " تفرّقت في البلاد وأهل النَّخلة وهي قريةٌ على ستّة فراسخ من مكّة على طريق الحاج أكثر أهلها من الهُذيل وجماعة منهم نزلوا البصرة " ( الأنساب ، ج 5 ، ص 631 )
وهذا النصّ يفيدنا أنَّ هجرة هذيلٍ وتفرّقها التي أشار إليه السَّمعاني تمّت قبل عهده وهو المولود عام 506 هــ
وقال البيهقي فيما كتبه قبل عام 650 هــ في ذكر هذيل : " افترقوا كما افترقت العرب في ديار افسلام ، وبقي منهم بقايا في جبلهم إلى الآن ، وفي أماكن من الحرمين .... ومنهم هذيل الذين في أفريقية " ( نشوة الطرب ، ج 1 ، ص 408 ) مما يعني أن هجراتٍ ضخمة قد حدثت لهذه القبيلة في صدر الإسلام ، وقد وجدنا أنَّ فريقاً من قبيلة هذيلٍ هاجر إلى بلاد أفريقية وقد رافق بعضهم بني هلال ، قال ابن خلدون في ذكر إحدى قبائل هوّارة : " ويجاورهم متساحلين إلى ضواحي باجة قبيلةٌ أخرى من هوّارة يُعرفون ببني سليم ومعهم بطنٌ من عرب مضر من هذيل بن مدركة بن إلياس جاءوا من مواطنهم بالحجاز مع العرب الهلاليّين عند دخولهم المغرب واستوطنوا بهذه النَّاحية من أفريقية واختلطوا بهوّارة وحملوا في عدادهم " تاريخ ابن خلدون ، مجلّد 6 ، ص 167
وقد قام بنو هلالٍ وغيرهم من قبائل العرب بالهجرة إلى بلاد الشّام فالدِّيار المصريّة فبلاد المغرب سنة 441 هــ
فإذا ما علمنا أنّ من اكبر فروع هذيل قبيلة بني مسعود ــ المساعيد ــ وأنّه بلا ريبٍ قد هاجرت في ديار الإسلام حالها كحال هذيل يتّضح لنا أنّ بني مسعود ــ المساعيد ــ هاجروا في عهدٍ مبكّر إلى شماليّ الحجاز .
وإذا ما علمنا أن ثمّة صدامٍ قد جرى مع شريف مكّة المكرّمة فإنّ هذا يعني أنّ ذلك حدث بعد عام 356 هــ ، ذلك أنَّ هذه الهجرة تمّت في عهد أحد أشراف مكّة المكرّمة وهذا يعني أنّ هذه الهجرة لن تكون بأيِّ حالٍ من الأحوال قد حدثت قبل سنة 356 هــ وهي السّنة التي يُرجّح أنّها السّنة التي بدأ فيها حُكم الأشراف لمكّة المكرّمة وفيما يلي بيان ما يتعلّق ببدء حكم الأشراف لمكّة المكرّمة ، وكان أوّل من حكمها منهم جعفر بن محمد بن الحسن الحسني ، قال إبن حزم ( ت 456 هــ ) : " جعفر بن محمد بن الحسن بن محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الذي غلب على مكّة أيّام الإخشيدية وولده إلى اليوم ولاة مكّة منهم عيسى بن جعفر المذكور لا عقب له وأبو الفتوح الحسن بن جعفر المذكور وشكر بن أبي الفتوح وقد انقرض عقب جعفر المذكور إلا أنَّ أبا الفتوح لم يكن له ولدٌ إلا شكرٌ ومات شكرٌ ولم يولد له قطّ وصار أمر مكّة إلى عبدٍ كان له " ( جمهرة أنساب العرب ، ص 47 )
قلت : انتهت الدَّولة الإخشيديّة بموت كافور سنة 356 هــ وقيل سنة 357 هــ ، قال الفاسي : " ولا تخرج ولاية جعفر من أنْ تكون في هذه السنة ــ يعني سنة 358 ــ أو في إحدى السنتين قبلها " ( شفاء الغرام ، ج 2 ، ص 306 )
ومن خلال ما سبق فإنّني أرى أن هجرة المساعيد كانت بعد عام 356 هــ وهي سنة بدء حكم الشراف لمكّة المكرّمة وقبل عام 427 هــ التي ولد فيها علي بن عليل بن محمد البطاحي وهو حفيد الشيخ محمد البطاحي المدفون في جبل المنطار حس يث دفن الأمير سليمان المنطار وكان المساعيد حينذاك في بلاد العريش ولا نستبعد تواجدهم في اماكن أخرى .
هذا ما لدي بهذا الخصوص والله تعالى أعلم
ــ ومتى بدأ الحكم العثماني لجنوب الحجاز ومتى انتهى ؟!
بدأ الحكم العثماني لبلاد الحجاز عام 923 هــ بعد فتح العثمانيين لمصر كما نص عليه مؤرخو القرن العاشر ، فقد دخل العثمانيون القاهرة نهار الخميس الموفق 29 من ذي الحجة سنة 922 هــ ( بدائع الزهور في وقائع الدهور ، ج 5 ، ص 146 ) ، وبهذا سقطت دولة المماليك فما كان من الأقاليم إلا التسليم للدولة الجديدة ، ففي يوم الأحد 15 / جمادى الآخرة / 923 هــ حضر ابن السيد الشريف بركات أمير مكة ليهنىء ابن عثمان بمملكة مصر وأحضر صحبته تقادمة ــ أي هدايا ــ فاخرة ( بدائع الزهور في وقائع الدهور ، ج 5 ، ص 190 ) ، وكان السلطان سليم قد دخل مصر فاتحا فقدم المهنئون من مختلف الأقطار ، وفي يوم الخميس الرابع من شهر رجب سنة 923 هــ عاد ابن شريف مكة وقد خلع عليه السلطان وقد كتب السلطان سليم مراسيم للشريف بركات أمير مكة وجعله هو المتصرف في أمر مكة ( بدائع الزهور في وقائع الدهور ، ج 5 ، ص 193 )
وانتهى الحكم العثماني عام 1334 هــ 1916 م بثورة الشريف الحسين بن علي وكام بدء الثورة بتاريخ التاسع من شعبان 1334 هـ الموافق للعاشر من حزيران عام 1916 م حيث لم يمض عام حتى تم طرد العثمانيين من بلاد العرب ، بعد أن استمر حكمهم لأكثر من أربعة قرون .

 ملتقى قبائل المساعيد والأحيوات :

http://almsa3eed.net/vb/showthread.php?t=2520
في أي عام هاجر مساعيد شمال الحجاز من جنوبها ؟!

راشد بن حمدان الأحيوي

كاتب مهتم بانساب قبائل العرب
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة