JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

الصفحة الرئيسية

أحيويّتان تقبضان على الضيف الخائن


حدّثني الحاج زيدان بن سلامة القاشم الأحيوي ــ رحمه الله تعالى ــ فقال : كان سلامة ابو بدر وسليمان القاشم وكلاهما معرب الكساسبة من قبيلة الأحيوات يقطنان وادي ابو قضّابة غرب وادي عربة في فلسطين المحتلّة وتقع في شمال غرب قرية رحمة الواقعة إلى الشمال من مدينة العقبة في وادي عربة على نحو 50 كم ، ثمّ إنّهما غادرا مسكنيهما لقضاء بعض حاجاتهما . وقد بقيت زوجاتهما وهما هلالة بنت سلمان ابو شعيرة ونفيلة بنت ابو عقلة وفي أثناء غيابهما قدم رجل إلى حيث يقطنان فرحّبت المراتان بالضيف في مجلس الرجال وجلبتا له حطباً وماءً وما تيسّر عندهما ثمّ صنعتا له عشاءً .
وقد ارتابت المران بالرجل وخشيتا أن يكون الرجل لصّاً فيسلبهما الناقة الموجودة عندهما فاتفقتا على جلب الناقة وربطها عند مراح أغنامهما وهكذا كان ، ثمّ قرّرت المرأتان أن تسهرا لحراسة الناقة وقد أحضرتا شبريّة سليمان بن حسين القاشم لاستخدامها عند الضرورة ، وبينما هما تحرسان الناقة وإذا بالضيف ينهض قائماً من منامه وأخذ ينظر هنا وهناك ثمّ سار نحو الناقة وقد دار يميناً وشمالاً ليتأكّد بأن أمره لم ينكشف ، وحينما رات المراتان أنّ الضيف نهض من منامه وتأكّدت شكوكهما قالت إحداهما للأخرى : دعيه إلى أن يجلس لحلّ عقال الناقة ثمّ نهاجمه ونقوم بتكتيفه ، وهكذا كان فما أن أقبل إلى الناقة وجلس لحلّ عقالها جاءتاه من خلفه ووضعت إحداهما الشبرية في ظهره مهدّده بقتله فيما أمسكت به الأخرى وطلبتا منه وضع يديه خلف ظهره ثمّ قيّدتا يديه خلف ظهره ولمّأ تمكّنتا منه سارتا به وربطتا يديه في إحدى الأشجار وربطتا رجليه في شجرة أخرى وهو ملقى على الأرض وظلّتا تحرسانه إلى الصباح .
وفي صبيحة اليوم التالي عاد سلامة أبو بدر فلّما راى الرجل سال زوجته وزوجة ابن عمّه عن الخبر فاخبرتاه بخيانة الضيف فقال للمراتين لم لم تدقّا رأسه بحجر إلى أن يموت ، ثمّ إنّه قام بربط الرجل في شجرة من ثلاثة مواضع ربطه من عنقه وجعل وجهه يلامس جذع الشجرة وربطه من وسطه كما ربطه من أسفل ركبتيه ثمّ احضر عصا وأنهال عليه ضربا مبرّحا ثمّ تركه مصلوبا كما هو يبول ويقضي حاجته وهو مصلوب .
ثمّ حلّ المساء وكان سليمان بن حسين القاشم قد عاد . ولمّا حلّ المساء سارت إليه غحدى المراتين وحلّت وثاقه وقالت له : أنج بنفسك فإنّ الرجلين يريدان قتلك فما كان منه إلاّ أن ولّى مدبراً لينجو بنفسه .
وقد كانت هذه القصّة ممّا افتخر بها الشيخ علي بن جبرين السعيدي ( لا زال حيّاً يرزق ) حينما ضمّه مجلس مع رجال من قوم ذلك الضيف الخائن فقالوا يخاطبونه وقد ورد ذكر الأحيوات : ماذا فعل خوالك ؟!!! فقال لهم : قلّ من الرجال من دخل بلادهم فلم يمسكوا به وسأعلمكم بما فعلته بعض خالاتي فقد أمسكت ثنتان منهما بفلان ــ ابن عمّهم ــ وتمّ ربطه في شجرة وكان يبول ويقضي حاجته وهو مصلوب عليها . فقام أحد الحضور ووضع يده على فم ابن جبرين وقال له : أسألك بالله أن لا تفتح فمك كناية عن إنهاء الحديث . وامّا القوم فقد الجموا ولم يردّوا بكلمة واحدة .
بالطبع فإنّ الرجل معروف وعشيرته معروفة ولكنّنا لن نذكر الأسماء تحاشياً لأيّ حرج
أحيويّتان تقبضان على الضيف الخائن

راشد بن حمدان الأحيوي

كاتب مهتم بانساب قبائل العرب
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة