ذكر بعضهم بأنّ المغيري ذكر نسب المساعيد وقالوا في ذكر مصادر هذا النسب : " ... ومن أراد الاستيضاح فليرجع إلى المراجع الأصيلة والمصادر المعتمدة ككتب المحدثين وتراجمهم : .... " ، وساقوا أسماء عدد من المصادر ومنها : " ... والمنتخب في ذكر قبائل العرب لعبد الرحمن بن زيد الطائي " .
وما قالوه غير صحيح البتّة ، وفيما يلي نصوص المغيري عن اسم المساعيد وهُذَيْلٍ في كتابه :
1ــ النصّ الأوّل :
قال المغيري : " ومن بطون سعد العشيرة آل جمل البطن المعروف في قحطان ، ومنهم آل مسعود ، والإمارة في آل عبود ، ويلحق بهم المساعيد من عتيبة . وينقل عنهم أن المقاطعة وقعت بينهم في زمان عجير بن غضيب المسعودي ، وجعفر بن عبود ، ولمقاطعتهم سبب " أ . هــ
قلت : ربط المغيري في هذا النصّ بين آل مسعود الفرع المشهور في آل جمل من قبيلة قحطان وشيوخهم آل عبّود ، وبين المساعيد الفرع المشهور في النفعة من قبيلة عتيبة وشيوخهم الدهينات . وهذا النصّ لا علاقة له بنسبة قبيلة المساعيد إلى هذيل .
2ــ النصّ الثاني :
وقال المغيري : " ومن بطون جذام المساعيد ، والأرقان ، ذكرهم السويدي . وقال السيوطي في قلائده : انتقلوا من الحجاز إلى مصر ، وبقي بالحجاز منهم المساعيد ، والأرقان .
أما الزرقان فهم في حناتيش طلحة عتيبة .
والمساعيد الذين قدمنا ذكرهم في جمل " أ . هــ
قلت : ربط المغيري في هذا النصّ بين آل مسعود وسمّاهم هنا المساعيد الفرع الذي تقدّم ذكره من آل جمل من قحطان ، وبين المساعيد من جذام . وهذا النصّ أيضاً لا علاقة له بنسبة قبيلة المساعيد إلى هذيل .
3ــ النصّ الثالث :
وقال المغيري : " من بني مدركة بن إلياس بن مضر، هذيل ، وهم بطن من خندف، وكان لهذيل من الولد : سعد ، وخباب ، وعمير.
وهرمة بطن ، قال في نهاية الأرب : ومن هذيل بنو الحيان بطن ، كان له من الولد : طابخة ، ودابغة . ومنهم أمامة بن عمير الفقيه ، قال أبو عبيد : وكان شريفا في قومه . وبنو صاهلة بطن من هذيل ، ومنهم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم . وبنو صبح بطن من هذيل ابن بني كاهل ، ومنهم أبو بكر الهذلي الصبحي ، وبنو تميم بطن من هذيل ، وهو تميم بن خفاعة بن عميرة بن هذيل ، ومنهم معاوية بطن ، وعوف بطن ، والحارث بطن .
وبلاد هذيل معروفة بالحجاز ، وبقاياهم بها إلى الآن . ومن هذيل بنجد الهذلان الفخذ المعروف في الصعران من مطير ، ومن هذيل آل عجلان سكان بلد رغبة ، والعجلان ، وآل عيد سكان بلدة البرة ، والحجر سكان بلدة مراة " أ . هــ
قلت : هذا نصّ المغيري عن قبيلة هُذَيْل . وهذا النصّ أيضاً لا علاقة له بنسبة قبيلة المساعيد إلى هذيل . فإن زعم زاعمٌ أنّ ذكر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأنّه من صاهلة نصّ في نسبة المساعيد إلى هُذَيْل . قلنا : أثبت العرش ثمّ انقش ! فليس هكذا يكون الاستدلال ، فهلّا بيّن الإخوة وجه الاستدلال بهذه النصوص ، وأين مناط الاستدلال بها ؟ فليس في النصّ شيء عن نسبة المساعيد لا إلى هُذَيْل ولا إلى عبد الله بن مسعود ، والنصوص في نسب عبد الله بن مسعود كثيرةٌ جدّاً ستكون نصوصاً مفيدة في نسبة قبيلة المساعيد إلى هُذَيْل ولكن حينما تثبت هذه النسبة إليه .
وفي نصوص المغيري تصحيفات وأخطاء أعرضت عن بيانها فما يهمّنا هنا بيان بطلان الاستدلال بنصوص المغيري على نسبة قبيلة المساعيد إلى هُذَيْل بن مدركة سائلاً الله تعالى أن يرينا جميعا الحقّ حقّاً وأن يرزقنا اتّباعه وأن يرينا الباطل باطلاً وأن يرزقنا اجتنابه .